أثناء وجودنا بالسيارة ونحن نستمع إلى إذاعة القرآن الكريم ذكر المذيع
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمه الله) أو كما قال عليه الصلاة والسلام فقال لي أبني ما معنى (فهو في ذمه الله) فأخذت ثوان معدوده أفكر بها بسرعه كي أرد بالمعنى الصحيح والمناسب لعقلية الطفل فقلت له يعني ذلك أن الله سيحفظه من كل سوء ولن يصيبه أذى فقال لي الطفل فهمت أنت تقصد أن من يصلي الفجر يحفظه الله ولن يقدر عليه أحد وسيكون أقوى واحد. فقلت نعم تماشياً مع فهمه لهذا الحديث. وعندما أتى وقت النوم قال لي أيقظني لكي أصلي الفجر فقلت إنشاء الله ولكن عليك أن تستيقظ ولم أكن أعلم أنه كان يخطط لأمر ما وعند الفجر جئت لإيقاظ أخوه لصلاة الفجر فاستيقظ هو على صوتي وقام وتوضأ وصلى الفجر وبعد أن ذهبنا للمدرسة وكان ذلك اليوم فيه اجتماعاً لأولياء الأمور في الساعة العاشرة صباحاً فذهبنا للمدرسة وقابلت المدرسات لأعرف الملاحظات والنصائح التي تخص أبني فبادرتني مدرسة التربية الإسلامية فقال لي أن أبنك اليوم عمل لي موقف لن أنساه فقلت خير إن شاء الله فقالت دخلت الصف وإذا بالطلاب قد جعلوا عاليها سافلها بالطاولات والكراسي ولم أقدر أن أدخل إلى الصف بسبب الفوضى التي عمت المكان فصرخت صرخه وغضبت وقلت لهم سوف أضربكم كلكم وأخذت مسطره وبدأت بأبنك فقال لي وبكل ثقه (يا أبله ما تقدرين تطقيني حتى لو طقيتي الصف كله إلا أنا ما تقدرين على) فقلت ولماذا لا أقدر عليك وماذا يمنعني المسطرة بيدي وأنت أمامي فقال حتى المسطرة ما تطق ويمكن تنكسر بعد فقلت ما هو السبب أخبرني فقال لي لأني مصلي الفجر اليوم ومن يصلي الفجر يكون في ذمه الله يعني ما في أحد يقدر عليه أو يقدر يؤذيه.
فضحكت وإعجبت بكلماته وصرفت النظر عن العقاب وقلت لهم المطلوب منكم الآن أن تعيدوا كل شيء إلى مكانه وعندما عاد من المدرسة وبعد الغذاء سألته عن الموقف الذي كان بينه وبين مدرسته وكيف تجرأ أن يقف وقفه تحدي وكيف قال ما قاله وكيف حدث هذا وماذا شعر في تلك اللحظات. قال لي كنت أشعر أنني قوي جداً وعلي ثقه كبيرة أن المدرسة فعلاً لن تستطيع أن تضربني مهما حصل.
(ما يعتقده عقلك الباطن صحيح فهو صحيح) فكر في هذه العبارة وقارن بينها وبين نتائج القصة. فكثيرا ما دعانا الرسول صلى الله عليه وسلم الى التفاؤل وحسن الظن بالله